فلوريدا تستعد لاستقبال إعصار ميلتون .. كارثة طبيعية تهدد بمزيد من الدمار
تترقب ولاية فلوريدا إعصار ميلتون، الذي يتجه إلى ساحلها الغربي بعد أن تحول إلى عاصفة من الفئة الخامسة، وتجاوزت سرعة الرياح المصاحبة له المائتين والسبعين كيلومترا في الساعة، ويتمركز حاليا في خليج المكسيك، ويتحرك نحو فلوريدا بسرعة حوالي 12 ميلا في الساعة.
ومن المتوقع أن يصل الإعصار إلى اليابسة في وقت لاحق من مساء اليوم أو صباح غد الخميس، مع توقعات بأن يضعف ليتحول إلى إعصار قوي من الفئة الثالثة.
ومع اقتراب ثاني إعصار ضخم خلال أسبوعين من الساحل الغربي لفلوريدا، ساد شعور بالقلق من كارثة محدقة في أوساط السكان الذين سارعوا لتحصين منازلهم والهرب. وتقول شبكة “إيه بي سي نيوز” الأمريكية إن إعصار ميلتون هو الآن أقوى إعصار في خليج المكسيك، من حيث الرياح والضغط، منذ ما يقرب من عقدين من الزمن.
وأمام اشتداد قوة الإعصار أصدر الرئيس الأمريكي جو بايدن، نداء عاجلا بالإخلاء للسكان القاطنين على المسار المحتمل للإعصار، متوقعا أن يكون إعصار ميلتون أسوأ إعصار خلال القرن الأخير يضرب فلوريدا. وقال الرئيس الأمريكي، إن “ميلتون يعد إعصارا ضخما”، داعيا الجميع لإخلاء المناطق السكنية في أسرع وقت ممكن. وأضاف أن الأمر “مسألة حياة أو موت”.
وقال ضباط الشرطة بالولاية إنهم لم يشهدوا من قبل شيئا كهذا معتبرين ميلتون عاصفة القرن.
وتوقع المركز الوطني للأعاصير في الولايات المتحدة صباح اليوم، أن يصبح ميلتون إعصارا خطيرا جدا، عندما يصل إلى الساحل الغربي الأوسط لولاية فلوريدا، وأن تبدأ الظروف الجوية في التدهور في وقت لاحق، مشيرا إلى أن إعصار ميلتون قد يصبح أحد أكثر الأعاصير تدميرا على الإطلاق في غرب وسط فلوريدا.
وبدأ مسؤولو ولاية فلوريدا إصدار أوامر إخلاء متتالية لتقليل الخسائر المحتملة في الأرواح والممتلكات إلى الحد الأدنى، في وقت تم فيه إلغاء أكثر من 700 رحلة جوية يوم أمس”الثلاثاء”، و1500 رحلة أخرى اليوم.
ودعت السلطات المحلية، السكان للبقاء بعيدا عن الطرق بسبب الفيضانات المرتقبة في ذروة العاصفة، فيما أعلنت الخطوط الجوية الأمريكية أنها ستضيف 2000 مقعد إلى رحلاتها المغادرة من فلوريدا. وقالت إنها “ستقوم بتشغيل رحلات إضافية متعددة من مطار أورلاندو الدولي للسماح للمواطنين الذين يرغبون في الإخلاء جوا بالقيام بذلك”.
وبسبب حجمه الكبير، من المتوقع أن تهب رياح عاصفة استوائية في جميع أنحاء فلوريدا، وأن تتسبب في أضرار واسعة النطاق للممتلكات والأشجار تترك الملايين بدون كهرباء لأيام أو أسابيع، إذ من المتوقع هطول أعلى كميات أمطار على عدة مناطق بالولاية وهناك خطر حدوث فيضانات مفاجئة وشديدة.
وتواجه فلوريدا أكبر عملية إخلاء على الإطلاق لمرافق الرعاية الصحية الطارئة بسبب إعصار ميلتون، في وقت من المقرر إغلاق العديد من المطارات هناك بالإضافة إلى المدارس.
وفيما صدرت أوامر إخلاء إلزامية في أجزاء من المقاطعات على طول الساحل الغربي لفلوريدا وحتى الساحل الشرقي للولاية، حثت السلطات سكان الولاية على إعداد مجموعة أدوات للكوارث تحتوي على كمية من الأطعمة غير القابلة للتلف والمياه والأدوية والبطاريات تكفي لعدة أيام.
وقال رون دي سانتيس حاكم فلوريدا إنه تم إزالة حوالي 1200 شاحنة محملة بالحطام الذي خلفه إعصار هيلين خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية، مشيرا إلى أن عملية الإزالة ستستمر حتى يصبح من غير الآمن القيام بذلك. وأضاف أن 37 ألف عامل كهرباء إما موجودون في فلوريدا أو في طريقهم للمساعدة في حالات انقطاع التيار الكهربائي.
في الأثناء، سارع سكان المناطق التي ضربها الإعصار هيلين الشهر الماضي لإزالة الركام الذي خلفه نظرا إلى أنه قد يشكل خطرا في حال تطايره مع اقتراب ميلتون.
وفي شبه جزيرة يوكاتان المكسيكية، اقتلعت الرياح العاتية الأشجار والأعمدة ووقعت فيضانات، لكن من دون أن تسجل أي أضرار كبيرة أو ضحايا مع بقاء الإعصار قبالة السواحل. أما في أنحاء جنوب شرق الولايات المتحدة، فما زال عناصر الإغاثة يحاولون تقديم المساعدة حيث أودى إعصار هيلين بحياة 230 شخصا على الأقل في عدة ولايات، وتسبب بأضرار مادية تقدر بمليارات الدولارات.
وكان الإعصار هيلين قد ضرب سواحل فلوريدا في 26 سبتمبر الماضي كإعصار كبير من الفئة الرابعة، متسببا بفيضانات كبيرة في البلدات الداخلية النائية الواقعة في ولايات شملت كارولاينا الشمالية وتينيسي. واعتبر هيلين الكارثة الطبيعية الأكثر دموية التي تضرب البر الرئيسي الأمريكي منذ الإعصار كاترينا عام 2005، علما بأن حصيلة القتلى الناجمة عنه ما زالت ترتفع.
وقد أرجأ الرئيس بايدن رحلتيه المقررتين إلى كل من ألمانيا وأنغولا للإشراف على الاستجابة الفدرالية في مواجهة الأضرار الناجمة عن الأعاصير في وقت باتت جهود الإنقاذ في واجهة المعركة السياسية قبيل الانتخابات الرئاسية المقررة في الخامس من نوفمبر المقبل.
ويشير العلماء إلى دور الاحترار العالمي في تكرار العواصف الشديدة، نظرا إلى أن ارتفاع درجات حرارة المحيطات يؤدي إلى المزيد من البخار وهو ما يغذي العواصف والرياح المصاحبة لها.